Pages

Thursday, November 15, 2007

الباب... بعيداً عن خلاف الكتاب

كإجتماعي أنا وصديقاتي عند باب الفصل في مرحلة الثانويه في إنتظار معلمة الحصة القادمه ، في حياتنا اليوم باب آخر يتجمع حوله القاصي والداني المقيم والمغترب المواطن والمهاجر باب لا نلمسه وانما نتلامس واقع أحداثه كل يوم بمشاعرنا بإطرابها في كل لحظه غضب من ابو عصام أو دموع باكيه من سعاد خانو . باب الحاره مسلسل يشدك ببراعه ولأقصى حد حتى أنك لتتسائل ماهو بالظبط العنصر الذي جذبك له؟ فتقف امام عدة إجابات كل منها يحاول اقناعك بأنه الأصدق .
المسلسلات السوريه بشكل خاص هي المفضله لدي لأنها لا تطرح فقط مشكله اجتماعيه وانما تطرح ثقافه حياة وتجارب وحكم بتمثيل بارع يجعلك لا تستطيع تكذيب نفسك في أن هذه الشخصيه غير موجوده فعلاً على وجه الارض عاشت تعيش وتتعايش لدرجه أنك بنهاية المسلسل تشعر بلحظة وداع وافتقاد لتلك الشخصيات التي تعايشت بذاتك معها وانتظرت احداثها ويومياتها وكأنك كنت تستيقظ كل يوم تراقب مجريات الحاره من خلف اسطح احد البيوت الشاميه العتيقه . ولأختص بالحديث عن هذا المسلسل الرائع باب الحاره ورغم كل ماقيل وكتب من اتفاق او اختلاف فأن التصوير التاريخي والتمثيل البارع لتلك الحقبه التي لم يشهدها المشاهدون يمكن القول بأنه اقوى الأسباب التي شدتت ذاك الكم الهائل من المشاهدين وإن كانت معظم الاحداث هي مجرد تصوير لحياتهم واسلوب معيشتهم وتعاملهم لكن اختلافها لدرجة كبيره عن واقع حياتنا يدعوك للنظر والمقارنه وطرح ذاك السؤال هل عصرنا أفضل ام عصرهم ؟
قد يرى الكثير خصوصاً الذين لذعتهم اخلاقيات الواقع ان الماضي وردي وربما من لم يستطع السيطره على زوجته وبناته ليتمنى لو كان أحد سكان الحاره ليشعر برجولته المغيبه من جديد. وبأجابتي عن هذا السؤال يفترض ان اطرح عدة مقارنات لأصل بالنهايه إلى النتيجه التي اقنعتني والتي اتمنى ان تكون مقنعه لغيري .
من مشاهدتي ارى ان اكثر ما يميز ذاك العصر كميزه نفتقدها هو دور الرجل كرجل مسؤول عن الانفاق ومسؤول عن العمل دوره في الدفاع في الشهامه في الرجوله في الشجاعه في مساعدة الغير والسؤال عن الغير لكن بالمقابل مايعيبه افتقاد العاطفه بشكل كبير لكرامه او لسمعه او لكونك رجال يعيبك فعل كذا وكذا لدرجة اكبر مما تطيق تحمله النفس الانسانيه من وجهة نظري .
عن دور المراءه ارى ان مايميزها هو احترامها لزوجها وان كان مبالغ فيه لكن هو عنصر مهم ونفتقده في عصرنا كثيراً إحترام يجب ان يعود حتى لا يفقد الرجل هيبته امامها وامام اطفاله لكن من جهة اخرى نجد ان هم المراءه الوحيد صار الزواج وحياتها مقضيه في سجن شامي تتوسطه نافوره واشغال من تنظيف وطهي وخلافه دون اعطائها مجال للتفكير خارج هذا الاطار او رسم طموحات أبعد من الزواج وجعل أكثر النساء تقديراً هي ذات الجمال والمال والنسب والحسب ومن حسن الحظ ان معظم إن لم تكن كل فتيات المسلسل منتقاة بعنايه ليكونوا مؤهلين لضرب المثل بهم في الجمال الذي كما أردفت يعتبر أهم عامل للزواج وبالتالي لتحقيق أعلى الطموحات التي تنتهي من سجن الى سجن يختلف فيه فقط سكان المنزل لكن تبقى الاعمال هيه الاعمال ويصبح السيد الجديد ابن عمي بدلآ من ابي واخي .

واذا اتفقت او اختلفت مع المعايير الأخلاقيه او الأساليب المعيشيه التي تميز عصرنا أوعصرهم فأنني لا أنكر اننا في وضع افضل من ناحية التقدم العلمي والتكنولوجي والإعلامي الذي أدى إلى تغيير كثير من المفاهيم السلبية وتنميه الثقة بالنفس والدفاع عن حقوق الانسان والمراءه. ومع ذلك لا ننكر أننا نفتقد الكثير من جوهر عصرهم في الدفاع عن القضيه الفلسطينيه وفي المعاملات اليوميه التي تسودها اخلاقيات طاهره وشهامه ظاهره. وان كانت النفس البشريه في كل عصر واحده لها مايميزها ومايعيبها فأني ارجو ان يكون للمسلسل تأثير ايجابي في زرع تلك القيم واحياءها من جديد بدل ان يكون له تأثير سلبي في مناجاة الرجل بأن تعود المراءه اسيره وموظفه تجلب المال لأشباه الرجال.
 

Copyright © مدونـة لم تدقق املائياً. Template created by Volverene from Templates Block
WP by Simply WP | Solitaire Online