Pages

Wednesday, October 29, 2014

وداعاً لندن

في الغياب وجع 
وفي الحنين وجع 
وفي الفراق وجع 

لا أحب تبديل الأماكن
رغم أني أكره الروتين

الا أن المكان الذي اعتدت عليه لا يكون لي مجرد مسكن
بل هو يحتويني ويترك في شيء منه واترك فيه بعضاً مني
المكان وقت الرحيل لا يعود مجرد جدران بل تتجسد في هيئة من بوحت له بمشاعرك ودموعك وضحكاتك من عاش معك تفاصيل حياتك يوماً بيوم وشهراً بشهر وعاماً بعام. 
لا أحب توديع المنازل لأني بإختصار أجهل كيفية احتضان الجدار !!
لا أحب أن أقول وداعاً أن أكون على يقين بأني لن أعود ولن أعود ويصبح من عشت معه مجرد صوره اتصفحها وأتذكر أيامي في ذاك المنزل. 
المنزل هو الجماد الوحيد الذي لربما يرتقي ليكون من الكاءنات الحيه يتنفس أصحابه ويحتويهم يسعدهم بمنظر الشرفه ويمتعهم بالخصوصيه . 
مشاعر الوداع لفرط حدتها تشعرك أنها قادره على أن تبعث في هذا الجماد روحاً حيه لتثبت لك أنه يبادلك ذات الشعور وأن جنباته وكل ركن فيه سيفتقد رفقتك وصوتك ورائحتك  . 
ولما نتعجب فقد حن الجذع الا النبي صلوات الله عليه وأنْ لفراقه. 
لربما مشاعرنا العميقه بالشيء تجعلنا نشعر بأن الشعور متبادل وأن لو كان هذا المكان قادر على التعبير لودعنا بدل أن يصمت في حزن عند الرحيل. 

وداعاً لذكريات حلوه قضيناها 
وداعاً لأيام حلوه عشناها 
وداعاً يا كنف الراحه وداعاً منزل الغربه 
وداعاً لندن 
 

Copyright © مدونـة لم تدقق املائياً. Template created by Volverene from Templates Block
WP by Simply WP | Solitaire Online