سألت.. مالوطن
فقالوا هو مهد الطفولة
فقلت وأن ولدت
وبعد سنوات هاجرت
قالوا فهو مرتع الشباب والفحوله
قلت وأن استيقظت
ويومأ عن هويتي عن جنسيتي تسائلت
فلم أجد في درج مكتبي سوى جواز مهد طفولتي
فظننت اني غريب فللمت شهاداتي وباقايا شبابي وطموحاتي ورحلت
وحين ذهبت
لم اجد دميتي
لم أجد رفاقي وصحبتي
لم أجد معلمي
ووجدت بعض آثار لم يفنها الدهر من منزلي
أو هذا موطني ؟
أحتار الجمع في الأجابه
فبين حيرة وتعجب فللسؤال غرابه
قالوا عد من حيث أتيت
وطنك حيث يعيش اهلك رفقتك وصحبك
لملمت ذكرياتي المتششته في بقايا المكان
وبعض من انفاس طفولتي وحنين كتم بالوجدان
وعدت الى اهلي صحبي والخلان
فسألتهم اين موطنكم
هز رفيقي كتفه لا اعلم
وارخى الآخر رأسه ليتني لا أعلم
ورفع الثالث يده انا اعلم
وطني ارض نمت بها بأمان
منحتني فرصة التعليم والعمل كأي إنسان
سألته وهل تحمل في جيبك جواز هذا الوطن الفتان
دعك يا صاحبي من القناعة المترفة فمبدأك في المواطنه ينسبك لنصف البلدان
هل هويتك تقول أن فلان ابن فلان الساكن بهذا العنوان نفخر به كمواطن بعد أن أمضى في أرضنا أزمان
بعد أن عمل بكد وصار أباً وجد ولم يعرف غير هذه الأرض أرض نحن فخورون به لأبعد حد
سألني وهل الجنسية تعني المواطنه تعني الهويه ؟
هي مجرد اسم وجواز يحمل شعار
هي مجرد حدود سياسه تسمح لك بعبور البحور والأنهار
قلت هي حقوق مكفوله وقوانين من المفترض أن بها معموله
وعليك يا اجنبي لن تطبق فالحكومه ليست عنك مسؤوله
سهى الرفقه كل يتذكر اصله
ويتسائل معي إذن اين وطنه
افترقنا ونحن لازلنا نبحث عن الهويه أو بالأصح عن إي جنسية تكفل لنا حقوقنا الشرعية
تشتتنا تبعثرنا كل منا في قاره كل منا في محمية
وعدنا بعد سنين طوال
كل منا بمحفظته بطاقة تعريفيه
أحمد اصله من لبنان جنسية الآن بريطانيه
علي اصله من السودان محظوظ بجنسية كندية
و مصعب أصغرنا من المغرب بالتأكيد هويته فرنسيه
وتسائلنا بعدها بهدوء هل هذا فعلاً وطني هل الوطن يعني الجنسيه؟
وبداخلي اجابة تجزم
ان هويتي عربية إسلاميه
ووطني هي اوطان شملت طفولتي وشبابي نجاحاتي العلميه والعمليه
وطني هو يد مدت يد العون حين احتجت ويد الامن حين فزعت وغمرة أطفالي بعطف وحنية
وأن سألت يوماً عن بلدي
فسأقول
هي مهد طفولتي
وملعب شبابي وفحولتي
ودار هرمي وكهولتي
هي بلاد عشت بها كإي مواطن حتى وإن إنتظرت طويلاً حتى أستحقيت الجنسية
