Pages

Monday, December 27, 2010

تأملات في النفس البشرية 1- المطالبة بالحقوق

من فطرة بني الإنسان أن العطاء يكون إما لخوف أو رجاء أو محبة ، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالغرائز كحب المال والبنون
يوضح ذلك خلق الجنة والنار الترغيب والترهيب فاعلى درجات العبادة أن تعبد الله وتؤدي حقه لأنك تحبه وأقلها أن تبعده خوفاً من عذابه . كالمتعبد الذي زهد في حب الدنيا طمعاَ في حب الله ، والعاصي الذي مافتيء يعصي ويستغفر خوفاً من عقاب الله


ولما كانت النفس البشرية تستجيب لمطالب الغير بهذه السبل كان حَرياً على الإنسان أن يسلك أحداها ليصل إلى مبتغاه، خاصة إذا ما تعلق الأمر بطلب الحقوق ، لذا فأننا نجد أحياناً أن دفع النصب والغبن لا يكون إلا عن طريق المحاكم ورد المظالم خاصة مع من لا يهتم لحبك ولا يرجو رضاك ،وخاصة إذا ما تعلق الأمر برد الحقوق والأموال ، لأن المال حبب إلى النفس فلا أحد يتنازل عن أمواله بداعي الحب إلا للمحبوب وفي أعلى درجات المحبة كالصدقة من العابد وكحب الأم لإبنها وحب العاشق لفاتنته

فإذا ما انعدم الحب والرجاء كان التخويف عن طريق رفع القضايا و المطالبة برد الحقوق الحل الأمثل لأن الطيبه أوالضعف والابتعاد عن المشاكل من باب حسن التعامل لا يجدي مع أشخاص لن يحفلوا بالقهر الذي ستتجرعه جراء حسن معاملتك

إلا إذا ارتقت النفس البشرية وزهدت عن حب الدنيا ومتاعها واكرمت من اساء وتخلقت بأخلاق الرسل والنبيين .... فعفا وهو قادر

هي شعره بين الطيبة و الضعف

وسؤال يحيرني
هل التنازل عن الحق من حسن الخلق؟
أجيبوني أثابكم الله

5 comments:

Anonymous said...

استاذتي العزيزة ان العفو عند المقدرة من حسن الخلق ولكن لا يجب ان يتنازل الانسان عن حقاّ من حقوقه, خصوصا ان كان هذا الحق شئ اساسياً من شخصيته ومن حياته. من الممكن التنازل عن بعض الامور ان كانت لاتأثر سلبيا على مستقبل الشخص والتي لربما عند تنازله عنها سوف دفعه ايحابية وموقف اقوى في الدنياوالاخرة.


يقول الإمام ابن القيم : (يا ابن ادم .. إن بينك وبين الله خطايا وذنوب لايعلمها الا هو , وإنك تحب أن يغفرها لك الله , فإذا أحببت أن يغفرها لك فاغفر أنت لعباده , وأن وأحببت أن يعفوها عنك فاعف أنت عن عباده , فأنما الجزاء من جنس العمل ... تعفو هنا يعفو هناك , تنتقم هنا ينتقم هناك تطالب بالحق هنا يطالب بالحق هناك)

ابدعتي كعادتك استاذة دعاء ومدونتك هذه لاتقل ابداعا عن بقية المدونات المفضله لدي مثل مدونة رشيد, امينة عبدالله, بنت الحجاز

دمتي بود أستاذتي الفاضلة ورعاك الله

دعاء said...

تعليق رائع اتفق معك لكن التنازل لا يكون في جميع الامور لان في اشخاص لا يرتدعون ان اكلوا اليوم حقك بكره يتجرؤو على غيرك

"كل المسلم على المسلم حرام دمه، وماله وعرضه" صدق رسول الله

Anonymous said...

أستاذتي الفاضلة, بدأت باستيعاب الموضوع من بين السطور ولكن أكرر ان العفو عند المقدرة. بما معناه ان الشخص اذا لم يستطع العفو فيجب ان يمضي قدماَ ويطالب بحقه بالطرق المشروعه او اي طريقة يرى.
اماان كان قادر عى العفو فالافضل ان يعفو لكي يعوضه الله بأحسن منها, ولا يجب ان ينظر او يحلل نية الاشخاص وتعاملاتهم مع الاخرين, لان الله هو القادر على محاسبتنا وعقابنا على اعمالنا بالدنيا والاخره.

أعمل بما يمليه عليك ضميرك سواء بالعفو او غيره والبقية دع الخلق للخالق.

أتمنى ان ردي افادك ولو بجزء بسيط بالرد عن تساؤلك.
دمتي بود استاذتي الفاضلة

Anonymous said...

سمعت قصه البارحه عن الرسول عليه الصلاة والسلام عندما كان هناك احد المشركين ينعت الرسول بكنيه لا اتذكرها ولكن بمعنى انه لا يولد له اولاد او لا يعيش له اولاد فلم يرد عليه الرسول ابدا ونزلت في الرسول سورة الكوثر بان اعطاه الله الكوثر جزاءا لعفوه
يجب علينا ان نعفو ولا يجب علينا ان ننظر للحياه بمنظور التشائم الدائم

دعاء said...

حق المسلم على المسلم ثلاث
دمه وماله وعرضه

واستباحة احد من هذه الثلاث يصعب معه تطبيق معنا العفو الذي تقصد

شاكره لك اثرائك للموضوع

 

Copyright © مدونـة لم تدقق املائياً. Template created by Volverene from Templates Block
WP by Simply WP | Solitaire Online