Pages

Wednesday, December 12, 2007

يوميات مبتعثة 3- العاصفة الجليدية


هل عايشت معنى الجماد او التجمد
أن يصمت كل شي من حولك
او يتهادى الى نهاية بائسه
هل عايشت معنى ان تشيب الأرض وتكتسح البياض
وتشيب الأشجار وتتهالك أغصانها بعد أن عجزت عن حملها
هل عايشت معنى الصمت والجمود فلا يتحرك طير ولا ورق ولا زهر
ولايكسر حدة الصمت سوى تهواي غضن بعد آخر في كسره من الحزن على فقدان جسده الأم
اشجار مالت اغصانها كما العجوز الخاويه
ربما كان المنظر مؤثر في بعض جنباته
لكن على النقيض من البعيد
تبدوأكوام الشجر كلوحة كرستاليه تتلألأ خلف حبات المطر
كل ثمره غاصت في جوف بلوره
وكل ورقه نامت بين احضان زجاج

لم تكن الطبيعه هي البائسه الوحيده من تهالك عظامها او وتهاوي هيكلها في ذروة الشباب
فعدد حوادث الوفاة المتزايد هو الآخر مواسي لها في فقدان الحياة

مايعجبني في العاصفة الجليديه رغم كوراثها أنها تجربة جديده
وكل تجربة جديده تكتنز بين جنباتها شيء من الأثاره
فهذه المناظر وتلك التي شهدتها بأم عيني شهدتها للمره الأولى وتلمستها للمره الأولى
والمره الأولى فيها نوع من اللذه يفتقدها من عاش التجربه مراراً فلا يعد يرى فيها سوى كوارثها

وبالعوده لما سببته عاصفتنا الهوجاء من ازمات هي انقطاع الكهرباء
انقطاع في اوج موسم الانوار والاضاءات احتفالاً بمولد المسيح
اكثر من مليون ونصف شخص بلا مؤى في الهواء في البرد في الشتاء
لا ارنو هنا ان اكون مراسلة اخباريه بقدر ما اريد ان ابرز الصورة الواقعيه بكل ابعادها
بالنسبه لي كان اسوء مافي الموضوع اغلاق الجامعه وتأجيل الامتحانات مما ادى الى تكديسها في يوم واحد او يومان

بالنهايه سنتهي من ازمة الاختبارات كما هي ازمة الجليد الذي بدأ بدوره في الذوبان
ربما هي كثيره عواصف المشكلات في حياتنا ، لكن ربما تكون اسوئها هي التي تجمدك عن الحركه
وتحيلك للكهولة وانت في سن الشباب فتحس بالعجز بالضعف بإرتخاء القوى في وقت يمكنك فيه ان تجابهها مع اول اشراقه من دفء اشعة الصباح .



1 comment:

TechZone said...

اخيرا .. وصلتنا الصورة ، وتغيرت من حاله التجمد إلى حاله التثلج ..
عاصفة ثلجية شلت الحياة من الصباح إلى الصباح الاخر، وغطت الحياة بلونها الابيض .
قد يكون الفرق بيننا وبينكم اننا عاصفتنا كانت لوحة فنية تتشكل امامكم ، بينما عاصفتكم لوحة فنية شكلت امامكم.

جامعاتكم اقفلت ، بينما جامعاتنا مقفله مسبقا ... لكن النتيجة ان من سوء حظنا جميعا اننا هنا .
اللون الابيض فوق كل شي ... الشوارع ، السيارات ، الاوادم ، وحتى الاشجار .
ونفس السيناريو .. اموات ، او احياء يشاهدون الموت .
بالنسبة لي ، العواصف الثلجية ، لا الجليدية :) هو ما يزيد عشقتي لهذه المدينة ، فكم هو جميل ان ترى منظر الحياة الثجلي يتشكل امامك وانت تنظر من خلف نافذة غرفتك ، وبين اصبعين فنجان قهوتك الدافئه .



فعلا كما ذكرتي ..العواصف في حياتنا قد تكون اقوى من ما نراه ، لكنها بالنسبة لي تعني انها هناك حياة جديدة ستبدأ" مع اول اشراقه من دفء اشعة الصباح"

اسلوبك الكتابي الوصفي اكثر من جدا رائع .

تحياتي ودعواتي لك بالتوفيق .

 

Copyright © مدونـة لم تدقق املائياً. Template created by Volverene from Templates Block
WP by Simply WP | Solitaire Online